«لعنة الفراعنة» أساطير وألغاز حيرت العلماء.. ما حقيقتها؟
"لعنة الفراعنة.. هل هي حقيقة.. وهل بالفعل توجد مومياء ناطقة"؟ أسئلة شغلت بال الكثيرين، لاسيما في ظل ما يتم تناقله عن تلك اللعنة من أساطير وروايات وحكايات، مثلت لغزا كبيرا أثار العلماء والباحثين لفترة من الزمن، فما هي حقيقتها؟.
وتقول الأسطورة إن لعنة الفراعنة هي أن أي شخص يقوم بإزعاج مومياء أي ملك فرعوني أو شخص مصري قديم خاصة إذا كان ملكا، يصاب بلعنة تتسبب في إصابته بمرض ينهي حياته على الفور، وهذه اللعنة لا تفرق بين اللصوص وعلماء الآثار.
حواس:"حدثت مشاكل ولكنها صدف"
وعن لعنة الفراعنة يقول عالم الآثار زاهي حواس، إن لعنة الفراعنة ترجع لحادث وفاة مكتشف مقبرة توت عنخ آمون بعد 5 أشهر من اكتشافها، فحينها نسجوا الأساطير إن "كوبرا" قتلته بسبب تنقيبه عن المقبرة، ولكنها كلها حكايات من باب التأليف ليس لها صلة بالحقيقة.
وأضاف حواس، خلال تصريحات إعلامية، أنه خلال رحلته لكشف الآثار تعرض للكثير من المواقف والحوادث، وكان أيضا يُقال له إن السبب فيها "لعنة الفراعنة" ولكنه يراها صدف.
وروى عالم الآثار أنه أثناء بحثه عن مقبرة كليوباترا سقط فوق رأسه حجر وزنه نحو 25 كيلو، تسبب له في رجة بالرأس وخرم بالعين وأجرى عملية جراحية، وحين كان يفحص مقبرة توت عنخ آمون حدث الكثير من المشاكل، منها فيضان في الوادي، والوزير تعرض لأزمة قلبية، كما أن اليابانيين خلال تصوير الحدث، ظنوا أنها "لعنة الفراعنة".
وتابع: "لما شيلت مومياء توت عنخ آمون المكينة وقفت، بس الناس رغم العلم اللي توصلنا له مسكوا في لعنة الفراعنة، والحقيقة إنها حاجة تضحك".
ورأى حواس أن ما كان يحدث من كل هذه المواقف والأحداث هي مجرد صدف، ولكن الحقيقة هي أن الموميات يخرج منها جراثيم غير مرئية "تلدغ" كل من يدخل إلى المقابر دون أن يدرك الشخص وتسبب له الوفاة بعد ذلك، وهي حقيقة علمية مؤكدة، لذا لابد من تنقية الهواء قبل الدخول إلى المقابر والآبار الأثرية.
أصل الحكاية
ترجع بداية أسطورة لعنة الفراعنة إلى عام 1922 حين اكتشف عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر مقبرة توت عنخ أمون مع زميله اللورد كارنفون، ووجد على الجدران عبارة "سيذبح الموت بجناحيه كل من يعكر صفو الملك"، وهي أول عبارة قرأها عند اكتشافه المقبرة، وهو ما آثار تعجبه أنها كانت كاملة لم تتعرض لأي نهب منذ 3 آلاف عام.
يعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون من أعظم الكشف الأثري في القرن العشرين، لاسيما أن مقبرة ذلك الملك الشاب بقيت على حالها دون أن تتعرض لأية سرقات من لصوص الآثار كغيرها، وهو ما كان دافعا لنسج العديد من الأساطير والخيالات حول تلك المقبرة ولعنتها.
ما آثار الرعب أكثر حول مقبرة توت عنخ آمون، وكرس من أسطورة لعنة الفراعنة وفاة جميع المشاركين في اكتشاف المقبرة بعد وقت قصير من اكتشافها، حتى إن مكتشف المقبرة اللورد وارد كارتر تعرض لحمى غامضة يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة، لدرجة أن الطب عجز عن تفسير سببها في هذا الحين.
أساطير لعنة الفراعنة
بعد سنوات من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون لا يزال العديد من الباحثين لديهم شغف بتلك المقبرة التي يدور حولها العديد من الألغاز المحيرة، خاصة أن بعض الباحثين وعالم الآثار توفوا في ظروف غامضة وغريبة.
"إنني أشعر بالجحيم".. كلمات قالها المنقب الأثري الإنجليزي كارنافون"، حينما ذهب إلى مقبرة توت عنخ آمون، وكانت آخر كلماته بعد تعرضه لمرض شديد، إذ أصيب بارتجاف ونوبات قشعريرة من تأثير الحمى، ولكن أرجع البعض وفاته حينها إلى إصابته بلعنة الفراعنة.
أما عالم الآثار إيفلين وايت، فقد أقدم على شنق نفسه عام 1924، تاركا ملاحظة زُعم أنها كتبت بدمه، يقول نصها: "لقد استسلمت للعنة تجبرني على الاختفاء".
ومن أبرز أساطير لعنة الفراعنة، ما تعرض له أحد الضباط الذي ركل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، أثناء شحن آثار "توت عنخ آمون" بطائرة حربية لعرضها في لندن عام 1972، حيث ركل القناع قائلا :"ركلت أغلى شيء في العالم"، وبعد فترة تعرض هذا الضابط لحادث بعد انهيار مصعد السلم تحته فجأة، وأصيب بكسور في القدم وظل في الجبس لمدة 5 أشهر كاملة.
أسطورة أخرى حول لعنة الفراعنة، نسجها البعض عن وفاة الأثري المصري زكريا غنيم، أمين جبانة سقارة، الذي اكتشف هرم الملك سخم-خت، عام 1952 بمنطقة سقارة، فبعد اكتشاف الهرم دخل ممرا طويلا مليئا بالأنقاض ونظفه، ووجد مئات من الأواني الجنائزية المصنوعة من الأحجار الصلبة واللينة.
وعثر المكتشف الأثري زكريا غنيم على آثار رائعة مثل علبة مساحيق تجميل على شكل قوقعة ذهبية، وخرز من القيشاني ومجموعة من الأواني المختومة من الطمي تحمل اسم صاحب الهرم الملك "شخم — خت"، وأواني وأدوات نحاسية وظرانية زلطية، ووجد أسفل الهرم عددا من المخازن الصغيرة.
وواصل غنيم عمله حتى عام 1954 رغم ما وجده من صعوبة، إلا أنه وصل إلى حجرة دفن الملك، ولكن كانت المفاجأة أنه في يوم افتتاح الهرم بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجد التابوت فارغا ولم يعثر على ما يدل أن صاحب المقبرة دفن فيه، ولا توجد به أي أسرار فرعونية، فوجهت لـ"غنيم" تهمة ضياع الآثار.
لم يتحمل زكريا غنيم اتهامه بسرقة الآثار وتهريبها، ورغم عدم وجود أي دليل على ذلك، إلا أنه لم يتحمل الصدمة، وألقى بنفسه في نهر النيل، وهو ما جعل البعض يرجع الحادث إلى لعنة الفراعنة وأنها تسببت في ضياع الآثار وانتحار مكتشفها لأنه اقتحم تابوت الملك.
وفي شهر نوفمبر 2020 انتشرت بمحافظتي الأقصر وأسوان حشرة سوداء وغريبة ولا تموت، وأثارت تلك الحشرة مخاوف الأهالي خاصة أنها لا تموت حتى بعد أن تم رشها بالمبيدات.
وحاول الطب البيطري التابع لمحافظتي الأقصر واسوان رشها أكثر من مرة إلا أن كافة المحاولات باتت بالفشل.
لذا توقع البعض أنها لعنة من الفراعنة، ليحسم الطب البيطري بالأقصر الأمر، مؤكدًا أنه عندما يقترب منها لأخذ عينة تتحول لكرة مثل القنفد.
وتوصل الطب البيطري لمبيد حشري من العينة التي تم استنباطها وبدأت أعدادها تقل تدريجيًا، وتمثلت مواصفات تلك الحشرة في أنها سوداء زاحفة قارضة ماصة غريبة الشكل.